رمضان هذا العام

رمضان هذا العـــــــام


عاد الزائر اللطيف ’ حلّ بديارنا’ بخيامنا الكريم الظريف ’ مرحى بقدوم هذا الضيف..


إنه رمضان ’ شهر الصبر لأهل الصبر ’ شهر الكرم لأولي الجود والهمم


أهلا بك بيننا ’ معذرة يا رمضان في سؤلنا ’ كيف أنت يا رمضان وقتها عند السلف..؟ وكيف أنت يا رمضان بيننا اليوم نحن الخلف....؟.


هم. كان زادهم لا يتعدى الأسودين في أغلب الأحيان ’ لكنهم ملبون للنداء عند سماع الأذان...


واليوم يا رمضان الكثير منا من أبناء الإسلام عما ذكرتُ لك في سباتهم نيام


استبدلوا ليلهم بنهارهم’ لا ذكرا ولا تسبيحا ولا إغاثة ملهوف بل سمر وقمار


اليوم يا رمضان ترى أمهات المدن ومن سار في فلكها بينهم وفيهم شرائح لحرمتك تنتهك جهارا نهارا ’ لا ردعا ولا رادعا ’ ولا نصح هو بنافع..


كنتَ يا رمضان عند الأباء والأجداد الأمنية والأمل ’ وإني لأرى اليوم فئات لك تنكرت وبحكم الله كفرت’ فهم في نظرهم أنك سفير غير مرغوب فيه..


كنتَ وقتها يا رمضان عند السلف .. حين يهل هلالك تراهم فرحين مستبشرين بقدومك ’ وكأنهم في حالهم هذا يتنازعون كأسا لا لغو فيها’ لأنهم أدركوا بصفاء سرائرهم وصدق نياتهم أنك شهر الله ’ شهر الرحمة والمغفرة والنجاة من النار


شهر التآزر والتراحم والود’ والصدقة فيك مضاعف أجرها....


كانوا يسارعون في الخيرات ولو كان بهم خصاصة ...كانوا وكانوا وكانوا ...


أمَا وقد عُدت يا رمضان وحالنا ...!!!! قابيل عصرنا يقتل هابيل زماننا.. وترى الأمة قد ولدت ربتها ... خجلا احتشمت الرحمة والإبتسامة ففضلتا أن تنزويا مليا عن قلوب سكنها الجشع والطمع وسوء الطبع والتطبع ’ وما أكثر أصحاب التنطع


فيك يا رمضان الخير كله بيْد أن جماعة إن لم أقل جماعات خلعت ستار الشفقة ’ ومزقت نسيج الأخوة ’ واقتلعت أوتاد الخيم والقيم .. بضاعتهم الكاسدة لها رواج وأي رواج ؟.. لها روائح نتنة من أفواه قذرة حقيرة متربصة مغيرة..غلو وربا’ كذب وبهتان ’ سفور وفجور ..وأخيرا ترى من وراء هؤلاء من يأكل لحم أخيه ميتا .. فمن نحن يا رمضان..؟. من نحن يا رمضان...؟


الشياطين تصفد خلال أيامك المباركة ’ فما بال شياطين الإنس تستعرض عضلاتها وتتفنن في تزيين الموبقات ’ وتبييض المسودات وإباحة كل المحرمات


أجل يا رمضان .. ألم يشر رسول الله محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- أنك ذو ثلاث أنوار رحمة و مغفرة وعتق من النار..؟ بلى صدق رسول الله –عليه الصلاة والسلام. فلما؟ وما بال أناس من أمة الإسلام أو قل من ينتسبون إليه في أشد الظُّلم والظلام تجاه المحرومين طيلة العام .. ما بال قفة رمضان؟ عليها من الأغنياء والميسورين مقبلين متسارعين ’ دون أدنى قطرة حياء ولا خوف من رب العالمين’ وبذلك يُحرمون منها المعوزين المحتاجين ..؟ وإن من بين هؤلاء المساكين من لا يقدم أبدا حيث الحياء والعفة رغم الحاجة


على كل يا رمضان اللهَ ندعوا ونسأل أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يرزقنا الصبر والسلوان


اللهم بلعنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه ’ وأغفر لنا ذنوبنا يا رحمان يا رحيم

موضوع رائع احسنت

جميل 
في إنتضار القادم

موضوع جميل احسنت سوسو

موضوع مميز شكرا

جزاك الله خيرا